مقدمة
تعد كتابة الأعداد في اللغة العربية جزءاً أساسياً من المهارات اللغوية التي يجب على كل متحدث باللغة العربية اكتسابها. إن القدرة على كتابة الأعداد بشكل صحيح في الجمل يساعد على تحسين الفهم والتواصل الفعال. في هذا المقال، سنستعرض كيفية كتابة الأعداد في جمل كاملة بطريقة تفصيلية، مع توضيح القواعد النحوية المرتبطة بها.
 |
| كتابة الأرقام بالحروف العربية |
سبب صعوبة كتابة الأرقام باللغة العربية
يشتكي كثيرٌ من ممارسي اللغة العربية ومتحدثيها تعقيداتِ النحْويين في شرح قواعد اللغة، وقديمًا قال أبو جعفر النحاس المصري (القرن الرابع الهجري):
وقد كان الكُتّابُ فيما مضى أرغبَ الناسِ في علمِ النحو، وأكثرَهم تعظيمًا للعلماءِ حتى دخل فيهم من لا يستحقُ هذا الاسم، فصعّبَ عليه بابَ العددِ، فعابوا من أعربَ الحسابَ
ومع ذلك، فمدخل العدد ليس عصيًّا على الفهم كما يتصور الكثيرون، هو فقط يحتاج لطريقة شخص يستوعب عقلية المتعلمين حتى يوصِّل المعلومة بشكل بسيط حتى وإن كانت طويلة "المهم الطريقة المناسبة للعقلية البسيطة"، ويمكن تلخيص قاعدة الأعداد مثلما سأوضحها تفصيلاً في هذا المقال.
كيف تكتب الأعداد في اللغة العربية؟
تنقسمُ أحكامُ العددِ إلى أربعةِ أقسام
أولاً: أحكام العدد من حيث التذكير والتأنيث
- العددان (1 و 2)
دائمًا يأتيان صفة (أي بعد الاسم/الشيء المعدود) فلا نقول (واحد كتاب) و (اثنتان قصة) ولكننا نقول (كتاب واحد) و (قصتان اثنتان)، ويتطابق العددان مع المعدود (كتاب، قصة) في التذكير والتأنيث، مثال: (قصة واحدة) و (كتاب واحد).
ولو تم استعمالهما في أي عدد مركب مثل (أحد عشر) أو عدد معطوف مثل (واحد وثلاثون) فإنهما (يعني العددان 1 & 2) يتطابقان مع المعدود تأنيثًا وتذكيرًا (أحد عشر كتابا ، واحد وعشرون مشروعا ، إحدى عشر قصة ، اثنا عشر كتابا ، اثنتا عشرة امرأة).
- الأعداد من 3 إلى 10
هذه الأعداد تخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثا، فنقول: (ثلاث طالبات) و (أربعة فصول) "حيث إن مفرد طالبات طالبة وهي مؤنث ولذلك يأتي العدد مذكرا، أما فصول فمفردها فصل وهو مذكر لذلك يأتي العدد مؤنثا".
وبخصوص لفظيّ (بضع وبضعة) حيث نقول (بضعُ ليالٍ) لأن العدد هنا (بضع) يخالف المعدود وهو (ليالي: مفردها ليلة)، وكذلك لو قلنا (بضعةُ كتبٍ) فإن بضعة هنا مؤنث لأنها تخالف المعدود (كتب: مفرده كتاب).
وهناك رخصةٌ من أحد الأساتذة المُفوَّهين يجيز فيها تأخير العدد بعد المعدود وإعرابه نعتًا، وذلك نحو: كتبٌ ثلاثة، قصص أربع، وليالٍ عشر.
- العددان المركّبان (11 و 12)
وهما مركّبان من جزئين (أي من رقمين) وهما نفس قاعدة العددين (1 و 2) فكلا الجزائين (11 و 12) يطابقان المعدود في التذكير والتأنيث، ويأتيان على صورة أحد وإحدى، مثال: (أحد عشر كوكبًا) و (اثنتا عشرة امرأة).
- الأعداد من (13 إلى 19)
هما الآخران مركّبان لكنهما يأخذان جزءًا من قاعدة الأعداد من (3 إلى 10) والجزء الآخر من قاعدة الأعداد (1 & 2) بمعنى أن العدد (13) نأخذ منه جزءه الأول (3) ونخالفه للمعدود، ونأخذ الجزء الثاني (1) ونطابقه بالمعدود، مثال: (حصَلتُ على ثلاثَ عشرةَ درجةً) و (قرأتُ خمسةَ عشرَ كتابا).
فلو لاحظتم في المثال الأول أن "الدرجة مؤنث ولذلك طابقنا لها العدد "عشرة"، لكن الرقم "ثلاث" يخالف المعدود (الدرجة) لذلك خالفناها وأنّثناها، وقيسوا على ذلك المثال الثاني الذي ذكرته معه.
وعن إعراب الأعداد المركبة من 11 - 19 وتمييز المعدود: فإن كلا العددين (مبنيّان على الفتح في حالاتهما الثلاث "الرفع، النصب، والجر") مع تمييز المعدود (مفرد منصوب).
إلا إعراب العدد 12 فقط هو المستثنى عن ذلك، فنجد الجزء الاول (2) يعرف كالمثنى (رفعًا بالألف، ونصبًا بالجر والياء) ويبقى نصفه الثاني مبنيًا على الفتح).
أمثلة على النموذجين: حَصَلتِ الفتاتانِ على "خمسَ عشرةَ درجةً" فهنا نجد أن العدد 15 بجزئيه ( 5 ، 1) مركبان وبالتالي فهما منصوبان، وتميزهما (درجةً) فهي مفرد منصوب.
مثال آخر على العدد 12: كتبْتُ "اثنتي عشرةَ رواية" فهنا لأن العدد (12) مستثنى عن القاعدة (حيث يُرفعُ بالألف، ويُنصبُ ويُجر بالياء) لذا أعربنا جزءه الأول المثنى (2 اثنتي) ، أما الجزء الثاني (1 وهو عشرةَ) فظل كما هو منصوبًا، والتمييز طبعًا (روايةً) مفرد منصوب.
- ألفاظ العقود ( 20 و 30 و 40 ... 90 )
أولاً: معنى العقد هو (كل عشر سنوات) فيقال (العقد الأول: من 1-10 ، والعقد الثاني من 11 - 20 ، والثالث وهكذا)
جميع العشرات من 20 إلى 90 تلزم حالة واحدة لا تتبع (المعدود / التمييز) في التذكير ولا التأنيث بل إن العدد يُكتبُ بصيغته كما هو حسب موقعه في الجملة، مثال: (حضرَ الاختبارَ "عشرون" طالبًا) فهنا العدد فاعل لذلك مكتوب (بالواو)، وحصَلوا على ثلاثين/ أربعين/ خمسين/ مئة/ ألف/ مليون/ مليار درجةٍ). وهنا العدد اسم مجرور بحرف الجر (على) لذلك فهو مكتب (ثلاثين، أربعين، خمسين) بالياء
إعراب ألفاظ العقود من 20 إلى 90
الشاهد، أن إعراب ألفاظ العقود يأتي في هيئة جمع المذكر السالم (سواء منصوبًا بالياء أو مرفوعًا بالواو) خمسون/خمسين
والآن هيا بنا لنتعرف على أحكام التمييز (وهو المعدود الذي يأتي بعد الرقم) من حيث الإفراد والجمع وإعرابه
- تمييز الأعداد من 3 -10 (يكون على هيئة جمع مجرور لأنه مضاف) (سبع طلمباتٍ)
- تمييز الأعداد من 11 - 19 (يكون على هيئة مفرد منصوب لأنه تمييز) (أحد عشر كوكبًا) (تسعة عشر كتابا)
- تمييز العقود من 20 - 90 (يكون على هيئة مفرد منصوب لأنه تمييز) (عشرين / ثلاثين قصةً)
- تمييز المئات والألوف 100 & 1000 (يكون على هيئة مفرد مجرور لأنه مضاف) (مئة حصانٍ)
قواعد متفرقة لتمييز المعدود ومطابقته بالعدد
- الوصف من العدد يطابق ما قبله دائمًا، فنحن نقول مثلاً (الحلقة الرابعة، الحلقة الثالثة عشرة، الجزء الخامس، الأركان الخمس)
- الوصف من العدد المركب يبنى على فتح الجزأين مثل العدد المركب تمامًا، فنقول مثلاً: "مر القرن التاسعَ عشرَ".
- دخول الألف واللام على العدد المضاف: إن دخلت الألف واللام (ال: التعريف) على العدد المضاف فإننا من الأصوب والأدق أن نكتبها وننطقها هكذا: (رأيتُ ثلاثةَ الرجال) أو (رأيتُ الرجال الثلاثة) ولكن هذا غير شائع الاستخدام، حيث يسهل على أغلب الناس إدخال ال التعريف على المضاف فقط أو على الطرفين فمثلاً نقول: "الثلاثة رجال، أو الثلاثة الرجال)، كما يرى أغلب النحاة أيضًا أن إدخالها على المضاف أكثر استساغة مع المئات والألوف، على نحو: "المئة يوم، الألف نموذج)
ثانيًا: أخطاء العدد
لا يقف الخطأ في العدد عند العامة من الناس لكنه طال رجال الإعلام أيضًا وهذا شيءٌ غيرُ جيد لأن صوته مسموعٌ في كل مكان وقد يأخذ عنه مستمع طريق النطق بالخطأ. ومن تلك الأخطاء نذكر:
أ- العدد "ثمانٍ" :
باختصار شديد، إذا جاء العدد "ثمانٍ" منفردًا (غير مضاف) فيأتي على هذا الشكل (ثمانيَ أو ثمانيا) وليس من الصحيح أبدًا أن نقول (ثمانٌ في حالة الفاعل، وثمانًا في حالة النصب). تعالَوا بنا لنرى الأمثلة على ذلك:
1- العدد "ثمان" في حالتي الرفع والجر:
الجملة التي ورد فيها العدد (الخطأ) نوع العدد الصواب
وصول ثمانُ مئة أمريكي مضاف ثماني مئة
أصيب ثمانُ مئة آخرون مضاف ثماني مئة
صدر عن المجلس ثمانٌ وخمسون قرارًا مفرد ثمانٍ وخمسون
2- العدد "ثمان" في حالة النصب:
الجملة التي ورد فيها العدد (الخطأ) الصواب
تبلغ ثماني ساعات ثمانيَ
بلغت ثمانٍ وعشرون مرة ثمانياً - ثمانيَ
ب- العدد "اثنين" :
لا يستعمل العربُ "اثنين" مفردًا، وإنما يتم استعماله مركبًا أو معطوفا. إذ يجب علينا أن نستخدم لفظ المثنى من التمييز نفسه.
الجملة التي ورد فيها العدد (الخطأ) الصواب
إنقاذ اثنين مليون فدان مليونيْ فدان
بطول اثنين كيلو مترا كيلو مترين
مئةٌ واثنتين دولة مئة دولة واثنتين
الخاتمة
تعلم كيفية كتابة الأعداد في اللغة العربية داخل الجمل هو مهارة ضرورية لتحسين الفهم والتواصل. إن استخدام الأعداد بشكل صحيح يعزز من وضوح النصوص ويساعد في إيصال المعنى بدقة. نأمل أن تكون الأمثلة والجداول المقدمة في هذا المقال قد ساعدت في تبسيط هذه المهمة وإبراز أهمية الأعداد في اللغة العربية.
