قل ولا تقل - باب الألِف ( أ ) صحِّح أخطاءك اللُغوية

مقدمة توضيحية

الأخطاء اللُغوية عند كثيرٍ من الناس شاعت كسرعة البرق بسبب ترديد الخطأ على لسان العامة من الناس فرددها العالمون والجاهلون سواءً بسواء، فكان حتمًا أن يخرج من هذه العتمةِ نورٌ يزيح هذه الغمةَ اللُغوية حتى يتبين للناس نور العلم ولا يضمحل مثلما اضمحل كثير من العلوم الأخرى نظير اهمال غير العلماء لها.

قل ولا تقل - باب الألِف ( أ ) صحِّح أخطاءك اللُغوية
قل ولا تقل - باب الألِف ( أ )

وبناءً عليه، فقد خصصت ذلك القسم لتصحيح الأخطاء النحوية (بتسكين الحاء "نَحْويّ" وليس بفتحها كما هو شائع "نَحَوِيّ" فتلك الأخيرة هي الخطأ)، فلا أحد معصوم من الخطأ، ولكن فقط نحتاج لتجديد المعرفة اللُغوية من حينٍ لآخرَ.

بابُ الألِف ( أ )

  •  لا تقل " أكِفَّاء " - ولكن قل " أكْفاء " 

الخطأحيث يتردد على ألسنة الكثير جمع لفظ "كُفْء" على "أكِفَّاء" (بكسرِ الكافِ، وتشديدِ الفاءِ وفتحِها).

بينما الصواب: "أكْفاء" (بتسكين الكاف).

المعنى: "الكُفْء" هو المماثل لغيره، وذُكر في القرآن الكريم: "ولم يكن له كُفُؤًا أحد". وذُكرت في الآية الكريمة بضم الفاء لكن يظل بإمكاننا تسكين الفاء مثلما هي ساكنة في الآية؛ والكفاءة تعني المقدرة، حيث نقول: "فلانٌ، خبيرٌ ذو كفاءة"، ونقول: "يجب إسناد العمل المشار إليه إلى ذَوِي الكفاءات".

  •  لا تسأل بـ " أو " - ولكن اسأل بـ " أم " 

الخطأ: "هل جاء فلانٌ أو فلان"؟  &  "أَجاء فلانٌ أو فلان"؟

بينما الصواب: "هل جاء فلانٌ أم فلان"؟  و   "أَجاء عليٌّ أم خالد"؟   و   "هل الساعة الخامسةُ أم السادسة"؟

المقصود: " أم " هي حرف للمعادلة بين شيئين وحرف عطف متصل، مثل: (أَقريبٌ أم بعيد ما توعدون")، وكذلك (هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور").

  •  آذان و أذان 

نسمع بعض المذيعين يقولون: "إليكم آذان الظهر، وآذان العصر" ، أو يُكتبُ على الشاشاتِ "الآذان". وهذا خطأ، والصواب "الأذان بدون مدّ.

الأصح: نداء المؤذن للصلاة يسمى الأَذان بفتح الهمزة دون مد.

الخطأ: الآذان، لأنها جمع أذُن، فنقول "يُسمَعُ الأذانُ بالآذان والقلوب الخاشعة، ويتوجه المصلون لأداء الصلاة وليس لآدائها.

  •  أذَّن العصرُ و أذَّنت العِشاءُ 

الصواب: أذَّن المؤذنُ بالعصرِ ، وبالعشاء ، أو يمكننا أن نقولها بالمجهول (أُذِّن بالعصرِ أو بالعشاءِ)

المعنى المقصود: أذَّن تفيد الإعلام بالشيء، والأذان هو الإعلام بالصلاة. لذلك تأتي الباء بعد فعل أذّن.

ويمكننا أيضًا استعمال نادى بدلاً من أذّن، فنقول نادى المؤذن للصلاة، ونودي للصلاةِ من يوم الجمعة، فالنداء يكون لشيء وليس به.

  •  أُذْنٌ مُصغية لا صاغية 

شاع بالخطأ تعبير "كلّي أُذنٌ صاغية"

والصواب "مُصْغِية"، لأن في معنى الاستماع فيُستعمل الرباعي: "أصغى، يُصْغِي، إصغاءً" واسم الفاعل المذكر "مُصْغٍ" والمؤنث "مُصْغِية" (أذُن مُصْغِية).

وأصغى لا يعني مجرد الاستماع، ولكن حس الاستماع والاهتمام بما يُسمَع. وجاء في بعض المعاجم العربية الحديثة تعبير: "كلنا آذان صاغية"، وذلك على سياق الخطأ الشائع.

  •  أُرْتِجَ على ، وليس اُرْتُجَّ 

في إحدى الندوات بالمشرق العربي توقف المُحاضِر عن الكلام بسبب عارضٍ ألمّ به، فسُمع أحد المشاركين المثقفين يقول: "إنما اُرْتُجَّ عليه". 

والأفصح والمُعتَمد في المعاجم العربية هو اُرْتِجَ على المتحدث (أي استعصى عليه الكلام)؛ لأن الفعل الثلاثي من هذه المادة هو "رَتَجَ ، يَرتُجُ  ، رَتْجا.

  •  أزْمة و أزَمات 

ينطق الناس بشكل طبيعي كلمة "أزْمة" بتسكين الزاي وهذا الصحيح، ولكنهم يخطئون حينما ينطقونها بالفتح مثل: (أَزَمات)، وهذا خطأ شائع في بلداننا العربية، لأننا طالما ننطق الحرف الثاني (أَزْمة) ساكن فننطق الكلمة بكاملها هكذا (أزْمات) بتسكين حرف "الزاي".

ولكن هناك في اللغة العربية صيغة "فَعَلة" في المفرد ويبقى فتح عين الكلمة ملازمًا لجميع المتشابهات (أي الحرف الثاني من الكلمة) وذلك يعتبر أفضل.

  •  أُطُر  لا  "كَوادِر" 

يستعمل الإعلامُ في المشرق العربي كلمةَ الكَوادِر (كجمع لكلمة كادر) للدلالة على كبار الشخصيات والعاملين في المكاتب والإمارات والوزارات ومرافق الدولة والقطاع الخاص. ويجدر القول هنا إن: كلمة كادر هي معرفة من الكلمة الفرنسية (Cadre) ولا ضرورة في استعمالها لوجود نظيرها في العربية وهو "إطار" ويجمع على أُطُر".

فنقول: "أُطُر التعليم، وأُطُر وزارة الاتصالات، وأُطُر المهندسين، وهكذا...)

  •  وزن أفعال لا يُمنع من الصرف 

خطأٌ أصبح شائعًا على ألسنة العامة من الناس ولاسيما الإعلام قول: "وهذا التصريح فتح -آفاقَ- للتفاهم" & "هناك -أشياءُ- أخرى" & أسماءُ تُذكر" & مردُّ هذا -لأسبابَ- أخرى".

والصواب هو فتح هذه الكلمات وتنوينها، وأن نقول: "لأسبابٍ أخرى"، "آفاقًا للتفاهم" ، "هناك أشياءٌ أخرى"، "أسماءٌ تذكر"؛ لأن وزن أفعال يُصرف بالتنوين كوضع طبيعي، ويدخل على آخره التنوين في حالاته الثلاث "الضمة والفتحة والكسرة".

وجاء في القرآن الكريم: "إن هي إلا أسماءٌ سميتموها" & وجاء أيضًا: "ولا يتخذ بعضنا بعضًا أربابًا من دون الله" & وكذلك "وأتوا على قوم يعكِفون على أصنامٍ لهم"؛ إذًا، فنقول ألفاظٌ، وأعمالٌ، وأوزانٌ، وأشعارٌ ، وأولادٌ (فنقوم بالتنوين بشكلٍ عادي ولا نأخذه على محمل الممنوع من الصرف، لأن وزن أفعال غير ممنوعة من الصرف)، 

المقصود: الممنوع من الصرف يكون على وزن أفاعل مثل (أكابر) أو وزن فعائِل مثل (فوائد) أو وزن مَفاعل (مساجد) أو فواعِل (سواعد) أو فواعيل (قواميس) أو أفاعيل (أناشيد) أو مفاعيل (مصابيح) أو فعاليل (قناديل). فحينذاك لا يحمل التنوين ولا الكسرة في حالة الجر.

Mahmoud Ahmed
بواسطة : Mahmoud Ahmed
محمود أحمد | تايبست محترف - Senior Typist، أقوم بالتدريب بأساليب حديثة، وهدفي هو تطوير العملية التدريبية بدلاً من النمطية المعتادة في برامج التدريب سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات ومن ثَم تتجه رؤيتي لتوسيع دائرة الاستفادة انطلاقًا من حدود البلد المحلية إلى المحيطات المجاورة. وأرحب دائمًا بأي استشارات عبر الإيميل أو وسائل التواصل الأخرى المضمنة بالموقع.
تعليقات