الأسس والمواصفات الشكلية لكتابة الرسائل العلمية - دليل كامل

كيفية كتابة وتنسيق رسالة علمية

إن كتابة وتنسيق الرسالة العلمية تعد من أهم المهارات التي يجب أن يتقنها الباحثون والعلماء. الرسالة العلمية هي وثيقة رسمية تعكس جهود الباحث واكتشافاته العلمية، وتحتاج إلى عناية خاصة في الإعداد والتقديم.
إذ تتطلب كتابة الرسائل العلمية دقةً وتنسيقًا عاليين لضمان تقديم المعلومات بشكل واضح ومنظم. سنناقش في هذا المقال الأسس والمواصفات الشكلية لكتابة الرسائل العلمية والتي يجب اتباعها من بدء الكتابة إلى مرحلة الطباعة النهائية.

الأسس والمواصفات الشكلية لكتابة الرسائل العلمية - دليل كامل
الأسس والمواصفات الشكلية لكتابة الرسائل العلمية - دليل كامل

القسم الأول (أجزاء الرسالة من حيث الترتيب والتجميع)

مقدمة الرسالة

تعد المقدمة من أهم أجزاء الرسالة العلمية حيث تضع الأساس للبحث وتوضح أهميته وأهدافه. يجب أن تكون مقدمة الرسالة شاملة ولكن مختصرة، وتحتوي على العناصر التالية:
  1. الخلفية العلمية: توفر لمحة عن السياق العلمي للبحث وتوضح الأبحاث السابقة ذات الصلة.
  2. مشكلة البحث: توضح المشكلة التي يعالجها البحث وأهميتها.
  3. أهداف البحث: تحدد الأهداف الرئيسية التي يسعى الباحث لتحقيقها.
  4. فرضيات البحث: تقدم الافتراضات أو الأسئلة البحثية التي سيقوم البحث بالإجابة عليها.

مراجعة الأدبيات

مراجعة الأدبيات هي جزء حيوي من الرسالة العلمية حيث يتم تحليل الأبحاث والدراسات السابقة المتعلقة بموضوع البحث. يجب أن تتضمن مراجعة الأدبيات العناصر التالية:
  1. ملخص الأبحاث السابقة: تقديم نظرة عامة على الأبحاث السابقة المتعلقة بموضوع البحث.
  2. تحليل نقدي: تحليل نقدي لنقاط القوة والضعف في الأبحاث السابقة.
  3. الفجوات البحثية: تحديد الفجوات التي لم تتناولها الأبحاث السابقة وكيفية سدها في البحث الحالي.
  4. التأطير النظري: وضع إطار نظري يستند إلى الدراسات السابقة ويوجه البحث الحالي.

منهجية البحث

تعد منهجية البحث من أكثر الأجزاء أهمية حيث تشرح كيف تم إجراء البحث. يجب أن تكون المنهجية واضحة ودقيقة لتسمح بإعادة تطبيق البحث. تتضمن منهجية البحث عادةً ما يلي:
  1. تصميم الدراسة: وصف تصميم الدراسة ونوعها (مثل دراسة تجريبية، دراسة وصفية، دراسة حالة).
  2. العينة: شرح كيفية اختيار العينة وحجمها وأي معايير للاختيار.
  3. أدوات البحث: وصف الأدوات التي تم استخدامها لجمع البيانات (مثل الاستبيانات، المقابلات، التجارب).
  4. إجراءات البحث: تقديم تفاصيل حول كيفية إجراء البحث وجمع البيانات.
  5. تحليل البيانات: شرح الأساليب الإحصائية أو النوعية المستخدمة لتحليل البيانات.

نتائج البحث

تعد نتائج البحث الجزء الذي يعرض النتائج الفعلية التي توصل إليها الباحث. يجب أن تكون النتائج موضوعية ومدعومة بالأدلة. يمكن أن تشمل نتائج البحث ما يلي:
  1. عرض البيانات: تقديم البيانات الخام والجداول والرسوم البيانية التي توضح النتائج.
  2. تحليل البيانات: تقديم تحليل مفصل للبيانات وتفسير النتائج الرئيسية.
  3. مقارنة بالفرضيات: مقارنة النتائج بالفرضيات البحثية وتوضيح ما إذا كانت الفرضيات قد تأكدت أو نُفيت.

مناقشة النتائج

في هذا الجزء، يتم مناقشة نتائج البحث وتفسيرها في سياق الأدبيات السابقة والأطر النظرية. يجب أن تشمل مناقشة النتائج العناصر التالية:
  1. تفسير النتائج: تقديم تفسير مفصل للنتائج وما تعنيه.
  2. مقارنة بالأبحاث السابقة: مقارنة النتائج بالنتائج التي توصلت إليها الأبحاث السابقة وتوضيح الاختلافات والتشابهات.
  3. الإسهامات العملية: توضيح الإسهامات العملية للبحث وكيف يمكن أن يستفيد منها المجال العلمي أو المجتمع.
  4. التوصيات: تقديم توصيات للمستقبل بناءً على نتائج البحث.

الخاتمة

تعد الخاتمة الجزء الذي يلخص البحث ويقدم النقاط الرئيسية التي تم التوصل إليها. يجب أن تكون الخاتمة مختصرة وشاملة وتشمل:

  1. ملخص النتائج: تقديم ملخص للنتائج الرئيسية التي توصل إليها البحث.
  2. الأهمية العامة: توضيح الأهمية العامة للبحث وإسهاماته في المجال العلمي.
  3. التوصيات المستقبلية: تقديم توصيات للمستقبل بناءً على نتائج البحث والفجوات التي تم تحديدها.

المراجع

تعد قائمة المراجع جزءاً أساسياً من أي رسالة علمية حيث يتم ذكر جميع المصادر التي تم الاستعانة بها. يجب أن تتبع قائمة المراجع نظاماً معيناً، مثل نظام APA أو MLA، ويجب أن تكون المراجع كاملة ودقيقة.

الملحقات

يمكن أن تشمل الملحقات أي مواد إضافية تدعم البحث ولكنها ليست ضرورية في النص الرئيسي، مثل الاستبيانات، جداول البيانات الكبيرة، أو نصوص المقابلات.

القسم الثاني ( التنسيق والتجهيز للطباعة "بالصور" )

نصائحُ أوّليةٌ يجبُ على الباحثِ اتباعُها قبل بَدءِ التنسيقِ أو إسنادِ مهمةِ التنسيقِ لأحدِ المختصينَ في مجالِ كتابةِ الرسائلِ العلمية.
  1. التخطيط المسبق: ابدأ بالتخطيط لرسالتك من البداية، وحدد الأجزاء المختلفة وكيف ستتداخل.
  2. المراجعة والتدقيق: قم بمراجعة رسالتك وتدقيقها عدة مرات للتأكد من عدم وجود أخطاء ولتحسين وضوح النص.
  3. التنسيق: اِتَّبِعِ التنسيقاتِ والمعاييرَ المطلوبةَ من قِبَل الجامعة أو المؤسسة التي تقدم لها الرسالة.
  4. الوضوح والدقة: تأكد من أن النص واضح ودقيق، وتجنب العبارات الغامضة والمعلومات غير المدعومة بالمراجع.
  5. الالتزام بالأخلاقيات: احترم المعايير الأخلاقية في البحث وتجنب الانتحال والاقتباس غير الصحيح.

أولاً: اختيار البرنامج المناسب

البداية الجيدة تتطلب اختيار برنامج مناسب لكتابة الرسائل العلمية. هناك العديد من البرامج التي يمكن استخدامها، مثل مايكروسوفت وورد (Microsoft Word) و لاتيكس (LaTeX). كل منهما له مزاياه الخاصة:

  • مايكروسوفت وورد: سهل الاستخدام ويحتوي على ميزات قوية للتنسيق والتصحيح التلقائي.
  • لاتيكس: يعتبر الأفضل للأعمال العلمية التي تتطلب رموزًا رياضية معقدة وتنسيقات متقدمة.

ثانيًا: تنسيق الرسالة العلمية (مدعم بالصور)

ابتداءً من هذا الجزء سيتم التعديل على المحتوى وإضافة التفاصيل الشاملة بشكل منسق ومرتب ومدعمًا بالصور، ويمكنك الرجوع مرة أخرى لذلك المقال حتى أنتهي من إضافة التحسينات عليه.

بعد اختيار البرنامج المناسب، يجب الاهتمام بتنسيق النصوص؛ ويستحسن الرجوع إلى القسم التابع له الباحث حتى يستشير رؤساءه في المعايير الأساسية لتنسيق الرسائل:

  • نوع الخط: يفضل استخدام خطوط واضحة وسهلة القراءة مثل Times New Roman أو Simplified Arabic.
  • حجم الخط:
    • حجم الخط المناسب للنص الأساسي (المَتْنْ) يتراوح بين 12-14 نقطة.
    • حجم الخط للعناوين الرئيسة 16 نقطة.
    • حجم الخط للعناوين الفرعية 15 نقطة.
  • تباعد الأسطر: يفضل أن يكون التباعد بين الأسطر 1.5 لضمان راحة القراءة.

3. إعداد الصفحات

تنسيق الصفحات يلعب دورًا هامًا في المظهر العام للرسالة العلمية:

  • الهوامش: يجب أن تكون الهوامش متساوية، ويُفضل أن تكون 2.5 سم على الأقل من جميع الجهات.
  • ترقيم الصفحات: يجب ترقيم الصفحات بوضوح، عادةً في الزاوية اليمنى السفلى أو في الأعلى.

4. العناوين والفقرات

العناوين والفقرات هي العناصر الأساسية التي تنظم المحتوى:

  • العناوين الرئيسية: يجب أن تكون واضحة ومميزة بحجم خط أكبر (16-18 نقطة) وبنمط غامق.
  • العناوين الفرعية: تستخدم لتقسيم المحتوى وتكون بحجم خط أصغر قليلًا (14-16 نقطة) ونمط غامق أيضًا.
  • تنسيق الفقرات: يجب أن تبدأ الفقرات بمسافة بادئة، وتكون متسقة في الطول.

5. استخدام الجداول والرسوم البيانية

الجداول والرسوم البيانية تساعد في توضيح البيانات والمعلومات المعقدة:

  • الجداول: يجب أن تكون مرتبة ومصممة بحيث يسهل قراءتها، مع توضيح كافة العناصر.
  • الرسوم البيانية: تستخدم لتقديم البيانات بطريقة بصرية جذابة، ويجب أن تكون عالية الجودة ومرفقة بتسميات توضيحية.

6. المراجع والاستشهادات

توثيق المراجع والاستشهادات بشكل صحيح جزء أساسي من الكتابة الأكاديمية:

  • نظام المراجع: يجب اتباع نظام مرجعي معترف به، مثل APA أو MLA أو Chicago.
  • تنسيق المراجع: يجب أن تكون جميع المراجع مرتبة في قائمة مرتبة أبجديًا في نهاية الرسالة، مع الاهتمام بتفاصيل التنسيق الدقيق لكل مرجع.

7. التدقيق والمراجعة

قبل الطباعة، يجب تدقيق الرسالة علميًا ولغويًا:

  • التدقيق اللغوي: الحرص على خلو النص من أي أخطاء نحوية وإملائية لضمان جودة الرسالة.
  • المراجعة النهائية: قراءة الرسالة كاملة للتأكد من منطقية وترابط الأفكار والمعلومات.

8. التحضير للطباعة

الخطوة الأخيرة هي التحضير للطباعة:

  • إعدادات الطباعة: التأكد من أن جميع إعدادات الطباعة صحيحة، بما في ذلك الهوامش وحجم الورق.
  • تنسيق PDF: حفظ الرسالة بصيغة PDF لضمان عدم تغيير التنسيق عند الطباعة.

ملاحظات مهمة جدًا

  1. حجم الملف: إذا كانت الرسالة كبيرة وبها صفحات كثيرة تتخطى 400 صفحة فيستحسن أن يتم تقسيمها على ملفات منفصة، لكل فصل أو باب (ملف خاص به)، وذلك تخفيفًا على حجم الملف لئلا يتعرض للتلف.
  2. تعدد أماكن الحفظ: لضمان وجود ملف الرسالة وعدم فقدانه بسبب تلف الفلاش ديسك أو تلف الهارد ديسك يستحسن أن يتم حفظ الرسالة بأجزائها على جوجل درايف مثلاً كمساحة تخزينية يمكنك فتحها من أي مكان.
  3. نوع الخطوط المستخدمة: بقدر الإمكان حاول استخدام أنواع الخطوط التقليدية شائعة الاستخدام والمعروفة مثلما ذكرت بالأعلى Times New Romans أو Simplified Arabic إذ لا يخلو أي كمبيوتر منهما، وذلك لتفادي اختلاف التنسيقات بسبب عدم توافر الخطوط المستخدمة في الرسالة على الأجهزة الأخرى غير جهازك.

خاتمة

كتابة وتنسيق رسالة علمية عملية تتطلب الكثير من الجهد والوقت، ولكن اتباع الخطوات المناسبة يمكن أن يجعلها تجربة ممتعة ومثمرة. من خلال تقديم رسالة علمية مكتوبة ومنسقة بشكل جيد، يمكن للباحث أن يسهم بشكل كبير في مجاله العلمي ويترك أثراً دائماً.

Mahmoud Ahmed
بواسطة : Mahmoud Ahmed
محمود أحمد | تايبست محترف - Senior Typist، أقوم بالتدريب بأساليب حديثة، وهدفي هو تطوير العملية التدريبية بدلاً من النمطية المعتادة في برامج التدريب سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات ومن ثَم تتجه رؤيتي لتوسيع دائرة الاستفادة انطلاقًا من حدود البلد المحلية إلى المحيطات المجاورة. وأرحب دائمًا بأي استشارات عبر الإيميل أو وسائل التواصل الأخرى المضمنة بالموقع.
تعليقات